17 أغسطس 2010

أنواع الصوم

لقد قسم أبو حامد الغزالى الصوم إلى ثلاث درجات:



1- صوم العموم


2- صوم الخصوص


3- صوم خصوص الخصوص










أما صوم العموم فهو المعروف فى الفقه من أنه كف البطن والفرج عن الشهوات










واما صوم الخصوص فهو كف الجوارح عن الآثام وشعره ( قل الله ثم ذرهم فى خوضهم يلعبون )


ويقول الامام أبو حامد الغزالى فى صوم الخصوص إن تمامه بست أمور






1- غض البصر


وكفه عن التوسع فى النظر الى ما يذم وما يكره وما يشغل القلب ويلهى عن الذكر


قال تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن


ولايبدين زينتهن إلا ماظهر منها...)






وعن حذيفة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( النظرة سهم من سهام إبليس فمن تركها خوفاٌ من الله آتاه الله عز وجل


إيماناٌ يجد حلاوته فى قلبه )






2- كف السمع


قال تعالى ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )


وكف السمع عن المكروهات عن سماع الفواحش أو الغيبة أو النميمة


ونلاحظ أن الله تعالى سوى بين سماع الكذب وبين أكل السحت عندما ذم فاعليه فقال:


( سماعون للكذب أكالون للُسحت)






3- كف بقية الجوارح عن الاثام والمعاصى:


اليد والرجل..... إلخ


قال عمر رضى الله عنه ( ليس الصيام من الشراب والطعام وحده ولكنه من الكذب والباطل واللغو )






وأياٌما كان الامر فللصوم أثره وثوابه وللغيبة والكذب ونحوه عقابها وجزاؤها عند الله ( وكل شئ عنده بمقدار)


وكل عمل بحساب وميزان ( لايضل ربى ولا ينسى


4- الانستكثر من الطعام الحلال بحيث يفوت مقصود الصيام وذلك بأمرين


الاول تضييع الوقت والجهد والمال فى التفنن فى موائد الافطار


الثانى ماملأابن آدم وعاءٌ شراٌ من بطنه






5- أن يكون القلب بعد الافطار معلقاٌمضطرباٌ بين الخوف والرجاء هل يقبل صومك فتكون من المقربين ام يُرد فتكون من الممقوتين


لما نزل قول الله تعالى ( إن الذين من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذينبربهم لاشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم


إلى ربهم راجعون )






سألت السيدة عائشة عن هؤلاء الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ( أى خائفة) وما هو الذى يؤتونه فقالت: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟


قال صلى الله عليه وسلم ( لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يُقبل منهم أولئك الذين يسارعون فى الخيرات






عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الصوم أمانه فليحفظ أحدكم امانته ) إسناده حسن






6- حفظ اللسان


عن معاذ بن جبل رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال ( وهل يكب الناس فى النار على وجوههم أو على مناخيرهم إلا حصائد ألسنتهم)






وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (إذا أصبح ابن آدم فإن الاعضاء كلها تكفر اللسان فتقول : اتقِ الله فينا


فغنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا )رواه الرمذى فى سننه


وتكفر اللسان اى تذل وتخض له


ويُعدد أبو حامد الغزالى آفات اللسان فى ربع المهلكات من متاب الاحياء فتقرب من العشرين آفة










وأما النوع الثالث هو صوم خصوص الخصوص


وهو صوم القلب عما سوى الله والرضى بالله كل الرضى وتحقيق حبه فوق كل حب


( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله


وجهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتىَ الله بأمره والله لايهدى القوم الفاسقين)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق